اسكواشي

أبطال خارج الملعب… أمهات يتخلين عن رفاهيتهن لصنع أبطال داخل ملعب الإسكواش

كتبت /سارة يوسف _ نورهان زكريا 

‎تعد مصر أحد أبرز الدول في رياضة الاسكواش.. و الاكثر بطولات وميداليات ،فتمتلك مصر مجموعة من أفضل الابطال الشباب علي مستوي العالم في تلك اللعبة لكن وراء هؤلاء الأبطال داخل الملعب .. أبطالا آخرين بخارجه وهن الأمهات الذين علي استعداد تام لتقديم كل ما لديهم لصنع ابطال داخل ملعب الاسكواش ليفخرن بهم أمام العالم بأكمله.
‎وتعد رياضة الإسكواش هي خير مثال، حيث أنها تطلب مجهوداً ذهنياً ومادياً وبدنياً ، بالإضافة للعديد من التحديات والصعوبات، ولكنهم لا يقفن أمامها كثيراً بل يقفن بوجهها بكل قوة وحسم وتحد ليصنعن جيلاً جديداً من أبطال الإسكواش.

وبعد لقاء بعض الأمهات والآباء لمعرفة ما يمرون به من صعوبات وأبرز التحديات التي يتعاملون معها بشكل يومي في هذا المجال .

حيث صرح رئيس لجنة الحكام في الإسكواش ناصر زهران أن للوالدين الدور الأكبر والأهم في صناعة لاعبي الإسكواش ، مؤكداً علي أن تلك اللعبة تتطلب العديد من الأدوات والتجهيزات باهظة الثمن بداية من المضارب المكلفة مروراً بالتدريبات والدورات الخاصة التي قد يحتاجها اللاعب لتقوية مهاراته والتي تحتاج لتكلفة عالية يتحملها الأهل بالكامل.

مستشهداً في حديثه بما حدث في بطولة إنجلترا المفتوحة للناشئين العام الماضي، فلم يكن هناك بعثة لتتحمل سفر اللاعبين لذا؛ تحمل الأهالي جميع النفقات فقط ليذهب أولادهم للمشاركة في تلك البطولة.

وقد أكدت علي تلك النقطة السيدة رحاب سليمان والدة لطفلين من لاعبي الإسكواش… حيث أشارت إلى أن تلك اللعبة تتطلب الكثير من النفقات و يعد الجانب المادي هو التحدي الأكبر… حيث ترتفع أسعار أدوات اللعبة بشكل مستمر بالإضافة لأنها بحاجة للتجديد بشكل دوري ليستطيع اللاعب تقديم أفضل ما لديه.

وكونها أم لطفلين يمارسان تلك اللعبة وهم بمراحل مختلفة يحتاج هذا منها مجهوداً مضاعفاً بداية من مواعيد التمارين المتضاربة مروراً بتوفير جرعات زائدة من التدريب لإحداهم نهاية بتنظيم الوقت من أجل متابعة دروسهم.

موضحة أن عامل الوقت هنا يعد أمرا هاماً للغاية فهي تمتلك ثلاثة أطفال وهي بحاجة دائماً لتوفير الوقت لشقيقهم الأخير ومتابعة تدريباته مما يتطلب منها بذل مجهود كبير وبعدها عن الكثير من الإجتماعيات من أجل بناء مستقبل أولادها.

وفيما يخص الجانب الصحي فمن الشائع أن لعبة الإسكواش قد تسبب نوبات قلبية مفاجئة نتيجة للتوتر الزائد والحركة السريعة وإصابات العضلات والمفاصل والتأثير علي البصر.

فقالت السيدة هناء عزت والدة أحد الأطفال من لاعبي الإسكواش أن أكثر ما كان يقلقها من تلك اللعبة هو المجهود البدني الذي كانت تبذله ابنتها بشكل مستمر فقد حدث بالفعل أن تعرضت لمشكلة بصرية نتيجة لحركة الكرة السريعة ولأن تلك اللعبة تحتاج إلى التركيز وسرعة بصرية عالية، لذا؛ فإن العبء الأكبر برأيها هو العبء الصحي فهي تحتاج لمتابعة ابنتها بشكل مستمر وتوفير الغذاء المناسب والتركيز مع كل تفاصيل يومها حتى لا تتعرض لتعب مفاجئ.

وقال السيد أنور شحاتة: إن المشكلة الأكبر التي تواجهه تكمن في إيجاد المدرب ذاته… فالعثور علي مدرب إسكواش محترف أصبح أمراً صعباً للغاية ، بالإضافة لعدم وجود الكثير من الملاعب الجاهزة والحديثة… مما يدفعه هو وزوجته للذهاب لمسافات طويلة من أجل تدريبات طفلهما.

وقد سبق ووضح كريم درويش بطل العالم الأسبق أن المشكلة الأكبر التي تواجه لعبة الإسكواش في مصر هي قلة الملاعب الرياضية المخصصة للعبة الإسكواش وهذا لارتفاع تكلفتها الإجمالية، مشيراً أن تلك من مسؤوليات الاتحاد.

وتقول السيدة هالة زوجة السيد انور : إن الجزء التشجيعي يعد هاماً للغاية بالنسبة لها فهي تفرغ نفسها تماماً لتكون بجانب طفلها وتحرص دائماً علي حضور جميع المباريات التي يشارك بها وتدعمه في حالة الفوز والخسارة.

وهكذا هما الوالدان دائماً يكونان علي أتم إستعداد للتضحية بمالهما ووقتهما وراحتهما كذلك فقط من أجل خلق مستقبل أفضل لأولادهم… فجميع هؤلاء الأبطال داخل الملعب يمتلكون بحياتهم أبطال خارج الملعب يقدمون لهم كافة أشكال الدعم والمساندة والحب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى