اسكواشي

تجنيس اللاعبين …. اغراءات مادية و وعود بالاحتراف وأزمات داخل منتخب الاسكواش

كتبت/هاجر محمد _ساره يوسف

مع ارتفاع نسب التجنيس الرياضي في مصر ،، استحوذت اخبار تجنيس لاعبي الاسكواش علي مساحة كبيرة من عقول محبي وممارسي تلك اللعبة، ومع تكرار الواقعة عدة مرات بالعام ذاته كان من الضروري إجراء بعض التحقيقات حول الأسباب والتداعيات  ، ومعرفة دور المنتخب الوطني للعبة الاسكواش وما هي ردة فعله مع انتشار تلك الأخبار  ،والخطوات التي سيتخذها لعدم تكرار مثل تلك الواقعة ، ووفق الدراسة فقد وصلت نسبة المجنسين في الألعاب الفردية إلي 54% في السنوات الأخيرة. واتجه نحو 25 لاعبًا من المجنسين إلى قطر الدولة الأكثر جذبا للاعبي مصر وفيها 55.5% من المجنسين.

و بالرغم من تعدد الأسباب التي تؤدي للجوء للتجنيس إلا أن هناك إجماع علي أن ” الإعلام” هو السبب الأساسي ، حيث أن نسبة الألعاب الفردية التي تعاني من التهميش وعدم الاهتمام من قِبل الإعلام تصل54%  ،  لذلك قمنا بإجراء بعض المقابلات مع بعض المدربين في مجال الاسكواش لتسليط الضوء علي هذه الظاهرة و معرفة ما إذا كانت رغبة اللاعب في الهروب من منتخب بلده نتيجة لسبب مادي ؟ أم لرغبته فالعالمية  .

الأسباب المؤدية لحدوث واقعة التجنيس

صرح الكابتن اسماعيل لاعب منتخب مصر سابقاً ومدرب في مركز شباب نادي الجزيرة و النادي الأهلي حالياً أن الأسباب التي تجعل الشباب يلجؤون لي التجنيس ليست مادية فقط مؤكداً أن الأمر عندما يتعلق  بالاسكواش ،فالأغلبية العظمي من اللاعبين مستواهم المادي ليس ضعيف

و قد يكون السبب في بعض الأحيان هو التجاهل الإعلامي والتهميش بالإضافة لعدم وجود إهتمام كافي من جانب الدولة و تجاهل وزارة الرياضة لما يحدث داخل المنتخب ، بالإضافة لوجود إمكانيات أعلي في دول الخارج أكثر من الإمكانيات المتاحة في مصر ، مشيراً إلي أن الأسباب المعنوية هي الأقوى من وجهة نظره لجعل اللاعب يقدم علي خطوة التجنيس  ، فبعض اللاعبين يختارون التجنيس نتيجة لما يتعرضون له من تجاهل و تهميش و ضعف الإمكانيات التدريبية كبنية تحتيه ، و ملاعب و غيرها ، لذلك يمكننا القول إن المادة  هي جزء من المشكلة لكنها ليست الأساس مثل ألعاب أخري .

بينما يري الكابتن ناصر زهران أحد أعضاء الهيئة التحكيمية لمنظمة الإسكواش أن اللاعب قد يتشجع للهروب من بلده نتيجة لوجود مغريات أخري كثيرة مثل منح  التعليم في الدول الأوروبية ، فبالتالي يمكن للاعب استغلال هذه الفرصة وهي أن يلعب باسم الدولة و في بيئة مشجّعه و متطورة ، و في نفس الوقت أن يدرس في بيئة تعليمية متطورة ، مثل محمد الشوربجي ومروان الشوربجي فقد كانوا يدرسون في إنجلترا ،  ويلعبون تحت اسمها ، و أضاف أنه أيضاً من الأسباب المؤدية للتجنيس هو وجود العديد من اللاعبين ذوي مهارات عالية وقدرات متميزة في اللعبة لا يحصلون علي الفرص التي يستحقونها للعب في بطولات عالمية و غيرها من البطولات ، لذلك يلجؤون للبحث عنها في دول أخري حتي و إن كانوا سيلعبون باسم دولة غير دولتهم .

و يري أيضاً كابتن محمود فتحي مدرب اسكواش في نادي الجزيرة حالياً ولاعب اسكواش سابقاً ، أن من أسباب هروب اللاعب هو وجود كثافة كبيرة في عدد اللاعبين مما يُعرض الكثير منهم للظلم نتيجة لعدم توزيع الفرص بشكل عادل ، كما أن السبب أيضاً الذي لا يمكن تجاهله هو التقدير ، جزء منه مادي ، لكن الجزء الأساسي هو عدم تقدير موهبة اللاعب و عدم وجود رعاة بشكل كافي ممكن يرغم اللاعب علي ترك بلده .

التهميش الاعلامي

كما تعد وسائل الإعلام أحد أهم عناصر هذه المشكلة ، فهي تقوم بتهميش لاعبي الإسكواش علي حساب اللاعبين الأكثر شعبية للألعاب الأخري ، لذلك يجب علي وسائل الإعلام تسليط الضوء علي هذه اللعبة و إظهار أنها لا تقل أهمية عن الألعاب الأخري ، فلا يجوز أن يكون هناك لاعب بطل عالم مصنف عالمياً مجهولا في بلده ، لا يعلم أحد عنه شيئا ، فيشعر  بالتهميش و بعدم التقدير في بلده فيلجأ للبحث عنه في بلد آخر   ، لذلك لابد من التركيز علي الجانب الإعلامي وإعارة الاهتمام لهذه اللعبة.

وأكد إسماعيل أن أغلب لاعبي الإسكواش لا يعانون من مشاكل مادية تجعلهم يلجؤون للخارج ، و أن هذه الخطوة وارد أن تكون فرصة أو عرض مميز  مستشهدا لاعبين محمد الشوربجي و مروان الشوربجي حيث عُرض عليهم كورس تعليمي في الخارج عندما كانوا في مرحلة الناشئين فذهبوا و تأقلموا علي الوضع هناك ،  فأصبحت الحياة في كلتا البلدين مصر أو إنجلترا متساوية بالنسبة لهم .

شروط التجنيس

وأوضح إسماعيل أن أكبر شرط من شروط التجنيس بنسبة تصل إلي 9,99%  هي(التفوق في المجال)  فهو  شرط أساسي من شروط التجنيس ، بمعني أنه لا توجد دولة تفكر في تجنيس اللاعب إلا إذا كان متوفقاً فيها ، و ينطبق الأمر علي كافة المهن الأخري ، فلا يوجد دولة تسعي لتجنيس طبيب أو مهندس إلا إذا كان مستواه جيداً في مهنته ، و كذلك الأمر  ينطبق علي اللاعبين و الرياضيين ، حيث أنه  ليس بالأمر السهل أن تختار  دولة لاعب للعب باسمها و تحت علم دولتها .

و قال ناصر زهران أن شروط التجنيس تختلف من دولة لأخرى لكن العامل الأساسي المشترك في كل الدول هو البحث عن اللاعب المتميز ، طامحة فيخلق منتخب قوي

شروط عودة اللاعب لمنتخب بلده

ذكر كابتن إسماعيل أنه تبعاً لقواعد الاتحاد الدولي في كل لعبة يختلف الأمر من  لعبة للعبة ، حيث هناك بعض الاتحادات تقول أن اللاعب الذي يُجنس لا يعود مره أخري ، و هناك اتحادات أخري تسمح بالعودة .

كما أكد الكابتن ناصر زهران علي حق اللاعب في العودة للعب باسم بلده مرة أخري ولكن بشرط أن يمر عاميين من تمثيله لآخر دولة لعب باسمها و لم يعد يلعب فيها .

كما يري زهران من وجهة نظره أن اللاعب عندما يلعب باسم دولة أخري لا يكون بذلك الحماس الذي كان يلعب به تحت اسم بلده ، ولكن عندما تعرض عليه فرصة التجنيس لا يفكر في سوي في المصلحة الشخصية و البحث عن مستقبل أفضل ، و أضاف أن إمكانيات الاتحاد المصري محدودة  ، و أن اللاعبين المحترفين من السهل عليهم ربح كثير من الأموال في البطولات الفردية لذلك لا تكون هناك مشكلة في توفير العامل المادي  .

افتراضات و حلول لمشكلة التجنيس

أكد الكابتن إسماعيل علي وجوب زيادة الاهتمام مادياً ، و معنوياً بهذه الرياضة ، و لفت وسائل الإعلام لتسليط الضوء علي هذه اللعبة و أنها لا تقل أهمية عن الألعاب الأخري ، التركيز علي تطوير الإمكانيات في النوادي، و دعم الرعاة لهذه اللعبة بالشكل الكافي .

التجنيس بعيون أخري

أشاد زهران بدور أولياء الأمور في دعم اولادهم منذ بداية مسيرتهم الرياضية ،فالاسكواش لعبة تحتاج لتكاليف مادية عالية بداية من جرعات التدريب الزائد إلي التدريبات الخاصة إلي تكاليف المشاركة في بطولات كبيره ، فعلي سبيل المثال بطولة انجلترا المفتوحة للناشئين ، شارك فيها عدد كبير من الناشئين المصريين و ذهبوا علي حسابهم الشخصي و ليس عن طريق بعثة ، و بالتأكيد كانت تكلفة السفر و المشاركة في بطولة خارج البلاد عالية جدا ، لكن في النهاية يسعي اولياء الأمور للبحث عن المستقبل الأفضل لأولادهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى